قال يسوع في إنجيل يوحنّا 10: 11
.
لُغويّاً رعي الشّيء يعني حَفِظه وتولّى أمره، والرّاعي هو من يحفظ القطيع ويرعاه، وكلّ من ولّي أمراً بالحفظ والتّدبر وكان صاحب الماشية يقوم برعاية ماشيته بنفسه أحياناً (سِفر التّكوين 4: 4 ، وسِفر حزقيال 34: 12 )، ولكن كان في الغالب يَعهد صاحب الماشية بذلك إلى أبنائه (سِفر التّكوين 37: 2 )، أو إلى بناته (سِفر التّكوين 29: 9 ، وسِفر الخروج 2: 16 و17 )، أو لأحد أقربائه (سِفر التّكوين 30: 31، و31: 6 )، وكان في ذلك ضمان لحُسن رعاية القطيع. أمّا إذا عُهِد إلى أجير، فقد يهمله أو يتركه في ساعة الخطر (سِفر إشعياء 56: 10 و11 ، وسِفر حزقيال 34: 8 - 10 ). لقد كانت حياة الرّاعي خير مثال لإعداد من يختارهم الرّبّ ليرعوا شعبه (سِفر عاموس 1: 1، و7: 14 و15 )، كما كان موسى يرعى غنم يثرون حميه عندما دعاه الله ليُخرِج شعبه من مصر (سِفر الخروج 3: 1 و6 و10 )، وكذلك كان داود يرعى غنم أبيه عندما مسحه الله ملكاً على إسرائيل (سِفر صموئيل الأول 16: 11 و12 ). ومن واجبات الرّاعي أن يقود القطيع إلى المراعي الجيّدة حيث يتوفّر الغذاء والماء (مزمور 23: 2 )، كما أنّ على الرّاعي أن يحمي قطيعه من الحيوانات المفترسة (سِفر صموئيل الأول 17: 34 و35 )، ومن اللصوص (إنجيل يوحنّا 10: 1 )، وأن يهتم بالمريض، ويعصب المجروح، ويجبر الكسير، ويستردّ المطرود، ويطلب الضّالّ (سِفر حزقيال 34: 3 و4 )، وأن يولي المرضعات عناية خاصّة، وأن يجمع الحملان وفي حضنه يحملها (إشعياء 40: 11 )، وكانت الغنم تعرف صوت راعيها وتميّزه عن صوت الغرباء (إنجيل يوحنّا 10: 3 - 5 ).
ويشبّهِ الكتاب المقدّس الأُمم والأفراد المساكين الذين لا يعرفون الله "بالغنم التي لا راعي لها" (إنجيل متّى 9: 36
، وسِفر العدد 27: 17
).
ولا ننسى الألقاب التي أُطلقت على المسيح أو أطلقها هو بنفسه عن نفسه، وكلّها تتعلٌ بالرّاعي والرّعيّة والمذكورة في الأناجيل كافّة. كالرّاعي الصّالح (إنجيل يوحنّا 10: 14
)، و"رئيس الرّعاة" (رسالة بطرس الأولى 5: 4
)، "وراعي الخراف العظيم" (رسالة العبرانيّين 13: 20
)، وهو الرّاعي الوحيد (إنجيل يوحنّا 10: 16
).
بقلم/ بسمة دبّور جاءبالله
table border=p align=